4.9.12

تواضعت أحلامي كثيراً


يا هذا الصوت الذي يسكنني....


أُريد أن أُغني دون أن أضطر لتأليف كلام أو أرتجل لحناً أو أرفع صوتي !

أُريد كرة أرضية أرسم خريطتها وفقا لتضاريس وجهي وأشق أنهارها وبحرها على طريق دمعتي !
أُريد كرة أرضية أخرى أُخبئها في صدري كلما أردت الخروج من
البيت دون عباءة !

أريد شجرة تغني وعصفورة تُهادن الريح وبحراً يكتب مذكراته كل فجر وجواز سفر صالح في كل المطارات !

أُريد مظلة مزينة بــقرنفلة وكتاباً مفتوحاً على الفهرس وأصابع تُجيد نقر لوحة المفاتيح !

أُريد مجرد مخدة مريحة وأحلاماً تسير أحداثها وفقاً لسيناريوهاتي المرسومة سلفاً !

أُريد حكاية قديمة بـنهاية سعيدة أحكيها للصغار وأشير لصور أبطالها في ألبوم العائلة !

أريد مجرد إطار بسيط وجميل للوحة بدائية رسمتها بالقلم الرصاص ولونتها بالألوان الخشبية كي أهديها لصديقتي البعيدة !

أُريد أن تتسع غرفتي لتحتوي كل كتبي الكثيرة أو تصيبني نوبة جنون فأحرق هذه الكتب !

أُريد ذكرة حلوة ويقيناً شعرياً ونهاراً جديداً !

أُريد كسرة عود أضعها على جمرة متوقدة فيفوح العبق المعطر بينما أشرب قهوتي الصباحية دون أفكار مسبقة لبقية النهار !

أُريد غواية جديدة لأيام فقط !

أُريد فيلماً بالأبيض والأسود أغني مع بطلته؛ أتخيلني بكنزتها الضيقة وتنورتها الفضفاضة؛ أمسح دمعتها وأضحك على سذاجتها حتى أُبرر سذاجات تاريخي كله !

أُريد أغنية هادئة لليل ساهرة عيونه !

أُريد نهاراً طويلاً ومزدحماً برائحة البحر والرمل وعوادم السيارات وبقليل من المكالمات المفقودة في هاتفي الجوال !

أُريد نهاراً قصيراً جداً يكفي لكتابة قصيدة أكتبها كما أشتهي على مهل دون رتوش ولا مسودة !
أُريد ليلاً قصيراً مؤطراً بالهدوء وينتهي بموت لا يعني أحد !
أُريد ليلا طويلاً "أعني طويلاً جدا" !

أُريد أن أحيا دون أن يكون ذلك قدري الأزلي حين تعز الخيارات !

أُريد أن أموت دون أن أضطر لذلك أحياناً !

أُريده فقط؛ ما هو ؟! "لا   أُريد الإجابة على آية حال" !!

― سعدية مفرح


1 comment: